المبحـث ألأول :ـ
(تعريف نائب الفاعل وبيان حكمه الإعرابي )
* تعريف نائب الفاعل :
تعريف نائب الفاعل في الاصطلاح هو:
"اسمٌ مرفوعٌ يحلُّ محلَّ الفاعلِ عندَ بناءِ الفعلِ للمجهولِ".(1)
وقد سُمي نائب الفاعل ؛ لأنه سد مسد الفاعل بعد حذفه ، وناب عنه في العمل؛ نحو: أكرم خالدُ الغريب، فيقال: (أُكْرِم الغريب) فالغريب نائب فاعل مرفوع لفظاً، ونحو: سلمت على الذي ألقى المحاضرة، فتقول: (سُلِّمَ على الذي ألقى المحاضرة) ، فالجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل.
هذا التعريف الذي حصلت عليه من كتب النحو ,مع قلت من عرفه من علماء النحو .
حكمه الإعرابي : ــ
إذا أريد حذف الفاعل لغرض لفظي أو معنوي, ترتب على حذفه ,تغيير صيغة الفعل , وإقامة نائب عنه، يحل محله، ويأخذ أحكامه التي ذكرناها في (باب الفاعل), لأنه قائم مقامَهُ، فله حكمه.
ومن أحكامه: 1ـ لزوم الرفع 2ـ وجوب التأخر عن رافعه 3ـ لابد منه وعدم جواز حذفه 4ـ وقوعه بعد المسند. وذلك نحو (نيل خير نائل) ,فخير نائل: مفعول قائم مقام الفاعل.
ولا يجوز تقديمه فلا تقول: (خير نائل نيل) على أن يكون مفعولا مقدما بل على أن يكون مبتدأ وخبره الجملة التي بعده وهي (نيل) والمفعول القائم مقام الفاعل ضمير مستتر والتقدير: (نيل هو) وكذلك لا يجوز حذف (خير نائل) فتقول: (نيل).(2)
5ـ أن يؤنث فعله إن كان هو مؤنثا، نحو: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (3)
6ـ وأن يكونَ فعلُه موحِّداً، وإن كان هو مثنى أو مجموعاً، نحو: ضُرِبَ الزيدان وضُرِبَ الزيدون.
7ـ ويجوز حذفُ فعلِه لقرينة دالة عليه.، ويكون حذفه إما جائز ، أو واجب نحو : قوله تعالى (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ).(4)
إلى هنا نهاية المبحث الأول من الفصل الأول, حيث ذكرت تعريف نائب الفاعل وأحكامه ولعلي أكون قدمت ما يفي بالغرض .
المبحث الثـانـي :
تغيير صورة الفعل عند بنائه للمفعول.
يسند الفعل الماضي والمضارع إلى نائب الفاعل ، ولا يسند إليه فعل الأمر ، ولا الفعل الجامد ، ويجب أن تُغير صورة الفعل إذا أسند إليه ، ويكون هذا التغير على النحو الآتي :
1- إذا كان فعل ماضي صحيح العين ، غير مبدوء بتاء زائدة ، ولا همزة وصل ، ولا مضعّفًا ؛ ضم أوله وكسر ما قبل آخره : قرأ محمد الكتاب = قُرِئ الكتاب .
2- إذا كان فعل ماضي معتل العين سمع في فاءه ثلاثة أوجه: أـ إخلاص كسر الألف وقلبها إلى "يا": باع = بِيع ، قال = قِيل. ب ـ إخلاص الضم وقلب الألف إلي واو :قال =قول , باع = بوع ج ـ الإشمام(5) وتقلب الألف "يا"
3- إذا كان فعل ماضي مبدوءًا بتاء زائدة"تاء المضارعة" ؛ ضم أوله وثانيه وكسر ما قبل آخره: تعلم = تُعُلِم ، تقدم = تُقُدِم.
4- إذا كان فعل ماضي مبدوءًا بهمزة وصل ؛ ضم أوله وثالثه ويكسر ما قبل آخره: استغفر = اُستُغفِر ، انتصر = اُنتُصِر.
5- إذا كان فعل ماضي مضعّفًا ؛ جاز في فائه الضم أو الكسر أو الإشمام: عدّ = عُِدّ ، شدّ = شُِدّ.
6- إذا كان فعل مضارع قبل آخره واو أو ياء ؛ قلبت الواو أو الياء ألفا : يقول = يقال ، يصوم = يصام ،يبيع = يباع .
7- إذا كان فعل مضارع ولم يكن قبل آخره واو أو ياء ؛ يضم أوله ، ويفتح ما قبل آخره : يعاقب = يُعاقَب ، يكتب : يُكتَب .
8ـ إذا كان الفعل الماضي المُعَلُّ العين على وزن (افتعل) أو (انفعل) جاز في الحرف الثالث الأصلي منه الأوجه الثلاثة السابقة، وهي: الضم والكسر والإشمام: أختار = اُختير.
الـمبحث الثالـث :
ما يقوم مقام الفاعل بعد حذفه.
يترتب على حذف الفاعل أمران لابد منهما وهما: تغيير تغير صورة الفعل وبنائه للمجهول. والأمر الثاني :إقامة نائب عنه يحل محلَّه، ويخضع لكثير من أحكامه, ويكون هذا النائب واحد من أربعة أشياء وهيا كما يلي:ـ (6)
1ـ المفعول به, نحو قوله تعالى : (وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ)(7)
ولا ينوب غير المفعول به إلا بشرط أن يكون قابلا للنيابة أي: صالحا لها.
2ـ الجار والمجرور , نحو قوله تعالى : (وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ) (
على شرط أن لا يكون حرف الجرّ للتعليل، فلا يقال: "وُقِف لكَ، ولا من أجلِكَ". إلا إذا جعلتَ نائبَ الفاعل ضمير الوقوف المفهوم من "وُقِفَ" فيكون التقدير: "وُقِفَ الوقوفُ، الذي تعهد، لك أو من أجلك".(9)
ولا يصلح أن تقول : " جُلس في دار" لا يكون المجرور نائب عن الفاعل
لأنه لا فائدة في ذلك.
3ـ المصدر المتصرف المختص، نحو قوله تعالى : (فإذا نُفخَ في الصُّورِ نفخةٌ واحدةٌ) . (10)
والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على المصدرية إلى التأثر بالعوامل المختلفة, نحوأكْل، كتابة) وغيرها.
والمراد بالمختص.أن يكتسب المصدر من لفظ آخر معنى زائداً على معناه المبهم المقصور على الحدث المجرد،نحو: (جُلس جلوسُ الخائف). بخلاف: (سير سير), لعدم الفائدة.
4ـ الظرف المتصرف المختص، نحو: "صِيمَ رمضانُ".
والمراد بالمتصرف هنا: ما يخرج عن النصب على الظرفية وعن الجر بـ(مِنْ) إلى التأثر بالعوامل المختلفة كـ: زمن ووقت وغيرها. بخلاف "عندك, ومعك,وثم" لامتناع رفعهن.
ونحو مكانا وزمانا إذا لم يقيد.
والمختص هو: أن يزاد على معنى الظرفية معنى جديد ليزول الغموض والإبهام عن معناه، وذلك إما بوصف أو إضافة أوعلمية ونحوها، مثل: صيم يومُ الخميس. (11)