فصاحة الكلام هي: خلوص الكلام من الأمور التالية: 1- من عدم فصاحة بعض كلماته، فإذا اشتمل كلام على كلمة غير فصيحة ـ كما تقدّم ـ سقط الكلام عن الفصاحة. 2- ومن تنافر الكلمات المجتمعة، بأن يكون بين كلماته تنافراً، فتثقل على السمع، وتَعسر على النطق، نحو هذين البيتين: وقــب رحــرب بــمكان قفــــرُ وليس قــربَ قـبر حـرب قـبرُ وقال أبو تمّمام: كــريم متى أمــدحه والــورى معي وإذا ما لمته لمته وحدي 3- ومن ضعف التأليف: بأن يكون الكلام جارياً على خلاف قوانين النحو المستنبطة من كلام العرب، كوصل ضميرين وتقديم غير الاعرف نحو: (اعاضهاك) في قول المتنّبي: خلت البلاد من الغزالة ليلهـا فاعاضهاك الله كــي لا تحزنا 4- ومن التعقيد اللفظي، بأن تكون الكلمات مرتّبة على خلاف ترتيب المعاني. قال المتنبي: جفختْ وهم لا يجفخون بها بهم شيمٌ على الحسب الأغر دلائل والأصل: جفخت بهم شيمٌ دلائل على الحسب الاغرّ وهم لا يجفخون بها. 5 ـ ومن التعقيد المعنوي: بأن يكون التركيب خفي الدلالة على المعنى المراد بسبب ايراد اللوازم البعيدة، المحتاجة الى إعمال الذهن، حتى يفهم المقصود. قال عباس بن الاحنف: سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا أردا بجمود العين: الفرح والسرور الموجب لعدم البكاء، وهذا خلاف المعنى المتفاهم. 6- ومن كثرة التكرار، بأن يكرر اللفظ الواحد، فيأتي به مرتين أو أزيد. قال الشاعر: اني واسطار سطرن سطرا لقائل يا نصر نصر نصرا 7- ومن تتابع الاضافات، بأن تتداخل الإضافات. قال ابن بابك: حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي فأنت بمــــرأى مـــن سعاد ومسمع والحاصل: انه إذا كان في الكلام أحد هذه الأمور السبعة كان غير فصيح. |